المدينة الحمقاء! - المجلَّة

اخر الأخبار

مساحة اعلانية

اعلان 728X90

الاثنين، 27 ديسمبر 2021

المدينة الحمقاء!


 

المدينة الحمقاء

خاطرة

رمضان سلمي برقي - مصر



كلما طوَّقَتْ جيوشي قلب المدينة أكثر؛ أنَّت من الحصار أكثر؛ صرخت بالاستقلال وتشدَّقَتْ بالحرية أكثر!

كلما شَعَرتْ المدينة باقتراب سقوط قلبها؛ هذت بالأمجاد، وجدَّدَتْ الذكريات، وقدَّمت لحصونها المُتخلخلة أخر بيادقها الأقوياء الأعزاء!

مدينة حمقاء؛ كان من الأولى الاستسلام لي مبكِّرًا، والحفاظ على حصونها سليمة بالسلام معي! لو رضخت لي أقلها قرن أو قرنين من الزمان؛ لأذقتها طعم الحرية الحقيقيّة، لأزهرتُ قلبها الأجدب بالرخاء.

ثم لكانت قرَّرت بعد ذلك، أما أن نصبح مدينة واحدة، وجيش واحد، وقلب واحد، وإما أن توعز لبيادقها بعد ذلك بالانقلاب، والخيانة لسطوتي "الرعناء".

لكنها مدينة حمقاء؛ تصف نفسها دومًا بالوفاء!

مالا تعرفه عن نفسها؛ أنها ليست مدينة الوفاء؛ وما وفائها إلا حيلة دفاعيّة بسبب ضعفها؛ لا تريد أن تراه في أعين الأعداء؛ فاستبدلت بالضعف "الوفاء".

وفائها قلة ثقة في بيادقها، وقلة حيلة في منطقها؛ تجهل التلاعب، تجهل التخفي، هي دائمة لا تملك إلا وجهًا واحدًا، مكتوب عليه "المدينة الحمقاء".

ربما لم أجتحها إلا لعشقي لها، لعشقي للحماقة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق